يلازم السوق المصري للسيارات أو بالأحرى مشتري السيارات المصري مفاهيم ربما تكون غريبة نوعاً ما عن أي سوق آخر في الشرق الأوسط و يقع في مشكلة كبيرة تسمى التنميط، أو القولبة، و هي وضع الأشياء في قوالب لا تتحرك أو تتغير أو بمعنى أكثر شراسة من الانطباع الأول للمنتجات الذي يعتبر معروفاً في كافة أسواق العالم، و لكن هذا الانطباع الأول يدوم للابد بالنسبة للعميل المصري في سوق السيارات بالذات و هذا موثق و مدلل عليه و من يستطيع كسر القوالب يصنع معجزات بعدها كما سنرى في قادم السطور ..
القوالب .. هذه السيارة صينية لا تشتريها ، كل الصيني ليس له جدوى، تلك هي الرؤية المصرية قاطبة في السيارات الصينية ، و هذا بسبب الانطباع الأول الذي اتخذته الجماهير المصرية من التعامل مع باكورة الانتاج الصيني في العشر سنوات الاخيرة من القرن الماضي و هي بالفعل كانت منتجات غاية في السوء، و لكن بعد طرح سيارات لماركات كبرى لها اسمها في عالم السيارات العالمي استقرت النظرة الاولى في وجدان المصريين أن السيارات الصينية هي الأسوء على الإطلاق و هو ما تعانيه حتى الآن كبرى شركات السيارات الصينية في مصر و هو ما انعكس على نزول اسعار السيارات الصينية كميزة تنافسية حتى تنجح في البيع للمصريين لأنه مهما فعلت فلن يكون هناك لها أي مميزات في سوق السيارات المصري الذي تخنقه المنافسة على قطاعات ضيقة للغاية في الفئات و الطرازات المختلفة للسيارات.
و لعل أبرز ما يميز السوق المصري هو وضوح المشتري بالرغم من ضئالة حجم ذلك السوق وفقاً لنوعية السيارات ، فمشتري السيارات الألمانية غير مشتري الكورية مختلف تماماً عن مشتري السيارات الصينية و هكذا، فإن كل بلد منشأ في مصر يحدد هوية مقتني سيارته بغض النظر عن المنتج .
ربما توجد قصة طريفة في تسعينيات القرن الماضي و نهاية الثمانينيات حيث دخلت مصر السيارات الكورية هيونداي و بعدها كيا ، حيث عاملها المصريون بنفس الطريقة التي تعاملوا بها مع السيارات الصينية خلال مطلع الألفية، لا تشتري السيارات الكورية فتلك الآسيوية لن تصل لمكانة السيارات التي نعرفها ووجدنا عليها آباءنا مثل الايطالية و الألمانية ، و لكن السيارات الكورية فعلت المعجزة و استحوذت على عقل و قلب المصريين بعد سلسلة قوية من سيارات كوريا التي قادتها هيونداي في الشرق الأوسط عموماً حتى أصبحت اليوم هيونداي أكبر موزع سيارات في السوق المصري بفارق كبير عن اقرب منافسيها ، و هذا هو الفارق الوحيد الذي استحدث في ذلك السوق منذ عشرات السنين ، السيارات الكورية أصبحت مطلباً ، فهل تنجح السيارات الصينية في ذلك الأمر .. ربما …
فالمصريون ينظرون لبلد المنشأ قبل الماركة المصنعة فمثلاً، توجد سيارات تباع في مصر تسمى جي إم ، و هي رمز لشركة بريطانية عريقة و بالفعل بيعت في مصر على أنها الانجليزية الشهيرة إلى أن قامت احدى الصحف بنشر تقرير عن أن تلك الشركة صينية المنشأ و التجميع و المصدر، مما جعلها تتراجع بشكل كبير و تعاني من حالة ركود كبيرة في تلك الأيام بعد الكشف عن صينيتها ، و هذا أبلغ دليل على القولبة ..
تابع المزيد من اخبار السيارات الكورية والصينية في مصر عبر موقعنا السيارات العربية
المصدر : الصيني و الكوري في سوق السيارات بمصر
0 التعليقات:
إرسال تعليق