الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

تقليص حجم المحركات .. سبب فوضى الأعداد في أسماء الموديلات

فيما مضى كان اسم الموديل يمثل مصدراً لمعرفة نوعية المحرك؛ حيث كان يكفي في الغالب إلقاء نظرة على غطاء مؤخرة السيارة للاستدلال على السعة الحجمية للمحرك، فعلى سبيل المثال كان يُستدل من الاسم S 500 بسيارة مرسيدس أن السعة الحجمية للمحرك تبلغ 5 لترات، أما الاسم 735i بالسيارة بي إم دبليو فكان يدل على أن السيارة تستمد قوتها من محرك تبلغ سعته الحجمية 5ر3 لتر. ولكن يبدو أن هذا العصر قد ولى؛ فالسعة الحجمية لسيارة الصالون الفاخرة من مرسيدس تبلغ اليوم 7ر4 لتر فقط، في حين تبلغ السعة الحجمية لسيارة بي إم دبليو 0ر3 لتر، ومع ذلك لم يطرأ أي تغيير على أسماء الموديلات. ويُستنتج من ذلك أن الأعداد التي يحتوي عليها اسم الموديل لم تعد تعطي معلومات دقيقة عن نوعية المحرك.


ويرجع السبب في فوضى الأعداد بغطاء المؤخرة على وجه الخصوص إلى ما يعرف باسم تقليص حجم المحركات (Downsizing)؛ حيث يهدف المطورون إلى تقليص حجم المحركات وزيادة قوتها مع خفض معدلات استهلاكها من الوقود في الوقت نفسه. وبينما يفتخر المطورون بهذا التطور التقني ويسعد العملاء بانخفاض تكاليف التزود بالوقود، يجد مسؤولو التسويق أنفسهم أمام بعض التحديات بسبب هذا الاتجاه الذي يهيمن على صناعة السيارات؛ إذ لم يعد بإمكانهم في الغالب الالتزام بالحقائق المذكورة في لوحة الصنع؛ لأن المحركات الصغيرة المخصصة للموديلات الكبيرة تحدث فوضى في هيكلية الطراز بالكامل.


ويقول مانفريد غوتا، مُلهم العديد من أسماء سيارات الركاب :’أعتقد أنه سيتوجب على صناعة السيارات على المدى المتوسط أن تبتكر مسميات جديدة تماماً للتمييز بين المحركات التقليدية والمحركات التي تم تقليص حجمها’. وأضاف غوتا أن هذا الأمر لن يكون سهلاً، غير أنه من الضروري إيجاد حل من أجل تصنيف الماركات والموديلات بشكل واضح للعملاء. ويعلل مُلهم أسماء السيارات ذلك بقوله :’مازال بيان السعة الحجمية ذا أهمية كما كان عليه في السابق’، مشيراً إلى أن هذا الأمر له تأثير كبير على قائدي السيارات بصفة خاصة؛ فعلى سبيل المثال يتم دائماً تصنيف المحرك سعة 2ر4 لتر على أنه أعلى قيمة من المحرك 0ر3 لتر، حتى وإن كانت السيارة المزودة بمحرك ذي سعة حجمية أقل، كاملة التجهيزات وأغلى كثيراً من السيارة المجهزة بمحرك أقوى.


وليس لمسؤولي تسويق الموديلات الجديدة شأن بالاتجاه نحو تقليص حجم المحركات فحسب، بل يمثل توق مهندسي الشركات التي يعملون بها إلى التطوير تحدياً لهم أيضاً؛ لأنه يمكن منذ وقت طويل توليد مستويات قوة مختلفة من نفس المحرك: فشركة بي إم دبليو تقدم محركاً مستقيماً سداسي الأسطوانات سعة 3 لترات يولد في الموديل 325i قوة مقدارها 160 كيلووات/218 حصان، بينما يولد في الموديل 130i أو الموديل 528i قوة تبلغ 190 كيلووات/258 حصان. وبحسب بي إم دبليو يولد هذا المحرك في المجمل خمسة مستويات قوة. وفيما يبدو أن هذا التعدد المُحير أمر منظم ومُبرمَج.


ولا يُعد الأمر أفضل حالاً بالنسبة لشركة مرسيدس المنافسة؛ فعلى سبيل المثال لم تبلغ أبداً السعة الحجمية للمحرك V8 من شركة AMG التابعة لمرسيدس 3ر6 لتر التي ربما يتم استنباطها من اسم النوع 63 AMG الذي يتضمنه اسم الموديل، سواء في سيارة الفئة C أو E أو ML؛ حيث بلغت فيما مضى 2ر6 لتر، في حين تبلغ اليوم 5ر5 لتر. غير أن المحرك يولد الآن أيضاً خمسة مستويات قوة يمتد نظاقها من 336 كيلووات/457 حصان إلى 420 كيلووات/571 حصان.


وبالنسبة لفولكس فاغن تأخذ مشكلة أسماء الموديلات على مؤخرة السيارات مساراً مختلفاً؛ حيث إن أسماء موديلات الشركة وموديلات الشركات التابعة لها نادراً ما تتضمن بياناً للسعة الحجمية للمحرك. ومن أجل تصنيف الموديلات المختلفة تعول الشركة على اللون؛ فكلما زاد عدد أحرف اسم النوع TDI الملونة باللون الأحمر، زادت قوة المحرك. وتقف قوة المحرك عند حاجز الثلاثة مستويات.


ويتعين الانتظار لمعرفة كم من الوقت ستحتاج شركات السيارات لابتكار منطق جديد لصياغة أسماء الموديلات يتسم بالوضوح وسهولة الفهم بالنسبة للعملاء على وجه الخصوص. ولعل حل هذه المشكلة يتطلب أيضاً حدوث تغير في الطريقة التي يفكر بها العملاء والذين يستدلون على قوة المحرك من خلال سعته الحجمية. ويعتقد غوتا أن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى يسود اقتناع عام بأن الارتباط بين قوة المحرك وسعته الحجمية لم يعد هو مقياس كل الأشياء، معللا ذلك بقوله :’الكليشيهلات هي أصعب ما يمكن تغييره’.






سيارات

0 التعليقات:

إرسال تعليق